كيفية علاج كسور الحوض: كسر الحوض هو مصطلح عام يشير إلى مجموعة واسعة من الكسور التي تحدث عادةً نتيجة لضربات قوية لمنطقة الحوض. هذه الكسور أكثر شيوعًا في الأعمار المتقدمة ويمكن أن تؤدي إلى إعاقات شديدة.

كسور الحوض لها أنواع مختلفة ويمكن أن تؤثر على مناطق متفاوتة من الحوض. الأنواع الرئيسية لكسور الحوض تشمل كسر مفصل الورك، كسر الأسيتابولم، كسر حلقة الحوض، وكسر رأس عظم الفخذ.

التشريح الوظيفي للحوض

الحوض هو الجزء السفلي من الجذع ويقع في المنطقة التي يتصل فيها الجذع بالأطراف السفلية. عظم الحوض هو هيكل حلقي متصل في الأعلى بالعمود الفقري ومفصل في الأسفل مع عظام الفخذ.

وظيفة الحوض هي نقل وزن الجسم من الجذع إلى الأطراف السفلية. كما أنه يوفر نقطة دعم عند الجلوس، حيث ينتقل وزن الجسم مباشرةً من خلال الحوض إلى الأرض.

الحوض يحتوي أيضًا على أعضاء الجهاز الهضمي والتناسلي، وتمر عبره أوعية دموية وأعصاب مهمة من الجذع إلى الأطراف السفلية.

عظم الحوض بأكمله يتكون من اتحاد عظمين بلا اسم في كل جانب وعظم العجز في المنتصف والخلف. عظم بلا اسم يتألف من ثلاثة أقسام تُسمى الحرقف (Ilium)، والعانة (Pubis)، والإسكيوم (Ischium).

مفصل الورك، الذي يُطلق عليه الناس أيضًا مفصل الحوض ويُعرف بين الأطباء بمفصل الهيب، هو أكبر مفصل في الجسم وله شكل الكرة والتجويف.

الجزء الكري منه هو رأس عظم الفخذ والجزء التجويفي منه جزء من عظم الحوض يُسمى الأسيتابولم.

أسباب كسور الحوض

كسر الحوض هو مصطلح عام يشير إلى عدد كبير من الكسور التي يمكن أن تنتج عن حوادث مختلفة مثل السقوط، السقوط من ارتفاع، حوادث السيارات، الحوادث الرياضية، والحوادث أثناء العمل. مع ذلك، غالبًا ما تحدث كسور الحوض نتيجة لضربات غير شديدة.

في الأعمار المتقدمة، تحدث كسور الحوض عادةً بسبب السقوط. بسبب هشاشة العظام وضعف العظام نتيجةً لذلك، يمكن أن يتكسر الحوض بسهولة نتيجة ضربة خفيفة.

هذه الكسور في الأعمار المتقدمة هي من الأسباب الرئيسية للإعاقة ولها معدل وفيات مرتفع.

يوجد مثل في عالم الطب العظمي يقول إن البشر يأتون إلى العالم من الحوض ويغادرون العالم بسبب كسر في الحوض. يعني أن الإنسان يدخل العالم عبر حوض أمه وقد يغادر العالم بسبب كسر الحوض.

في الشباب، لا يتكسر الحوض بسهولة. كسور الحوض في الشباب تحدث عادةً نتيجة لضربات أشد، مثل حوادث السيارات أو السقوط من ارتفاع.

أنواع كسور الحوض

يمكن تقسيم كسور الحوض إلى ثلاث فئات رئيسية: كسور حلقة الحوض، كسور الأسيتابولوم، وكسور حول مفصل الورك.

كسر رأس عظم الفخذ لا يندرج تحت أي من الفئات الثلاث المذكورة أعلاه ولكن يمكن اعتباره جزءًا من كسور الحوض.

كسور حلقة الحوض

الكسور التي تحدث في عظام العجز، الحرقف، العانة، والإسكيوم والتي تقطع استمرارية حلقة الحوض في نقطة واحدة أو أكثر تُعرف بكسور حلقة الحوض.

يمكن أن تكون هذه النوعية من كسور الحوض خفيفة وتشفى ببعض الراحة، أو قد تكون شديدة للغاية بحيث تسبب الوفاة في غضون ساعات قليلة بسبب النزيف الشديد.

في كبار السن، تحدث هذه الكسور عادة نتيجة السقوط وعادةً ما تشفى ببضعة أسابيع من الراحة وبدون الحاجة للجراحة، ولكن في الشباب، تحدث عادة نتيجة لضربات شديدة مثل حوادث المرور أو السقوط من ارتفاع، وغالباً ما تتطلب علاجًا جراحيًا.

تشخيص وعلاج كسور الحوض في منطقة حلقة الحوض يُعتبر اليوم تخصصًا فرعيًا مهمًا من تخصصات الطب العظمي.

كسر الأسيتابولوم

كسر الأسيتابولوم هو نوع من كسور الحوض التي تحدث في عظام الحرقف، العانة، والإسكيوم بطريقة تمتد خطوط الكسر إلى داخل تجويف الأسيتابولوم.

هذا النوع من كسور الحوض مهم لأنه يجب أن يُعاد ترتيبه بدقة. إذا بقي أي انحراف في أجزاء الكسر بعد إعادة الترتيب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدمير مفصل الورك بالكامل خلال بضعة أشهر أو يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل والتآكل في غضون بضع سنوات.

لهذا السبب، يُعتبر تشخيص وعلاج كسور الحوض في منطقة الأسيتابولوم اليوم تخصصًا فرعيًا مهمًا من تخصصات الطب العظمي، ويُجرى فقط في مراكز متخصصة.

شكسات حول مفصل الفخذ

يندرج هذا النوع من كسور الحوض ضمن مجموعة من الكسور التي تحدث في المنطقة أسفل رأس عظم الفخذ. كسور حول مفصل الفخذ لها أنواع مختلفة، أهمها كسور عنق الفخذ والكسور البين التروكانتيرية والكسور تحت التروكانتيرية.

على الرغم من أن كسر الحوض في منطقة حول مفصل الفخذ لا يحدث في العظم الرئيسي للحوض، إلا أنه بما أن مفصل الفخذ قريب جدًا من الحوض والألم الناتج عن هذه الكسور يُشعر في الحوض، فإنه يُطلق عليها أيضًا كسور الحوض.

هذه الكسور تحدث عادة في الأشخاص المسنين نتيجة السقوط على الأرض ولكن يمكن أن تحدث أيضًا في الأشخاص الأصغر سنًا نتيجة للضربات القوية مثل السقوط من ارتفاع أو حوادث السيارات.

كسر رأس عظم الفخذ

كسر رأس عظم الفخذ هو نوع من كسور الحوض يحدث عادة نتيجة لخلع مفصل الفخذ. أثناء خلع مفصل الفخذ، قد يعلق رأس عظم الفخذ بحافة الأسيتابولوم ويسبب انكسار قطعة منه.

هذه الكسور تحدث عادة في الأشخاص الشباب وأهميتها تكمن في أنها داخل مفصل الفخذ وأي شفاء سيء لهذه الكسور يمكن أن يؤدي إلى تآكل والتهاب مفصلي مبكر في مفصل الفخذ.

علاج كسور الحوض

في معظم الحالات، تتطلب كسور الحوض علاجًا جراحيًا. قد لا تُجرى الجراحة في حالات الكسور الثابتة تمامًا لحلقة الحوض أو في الحالات التي تحدث لدى الأشخاص الذين هم في حالة ضعف شديد بحيث لا يمكنهم تحمل العملية الجراحية.

أحد أهم مبادئ علاج جميع هذه الكسور هو أنه يجب معالجتها في أقرب وقت ممكن وبسرعة كبيرة. تأخير علاج الكسور المزاحة في الحوض يمكن أن يواجه إعادة توضعها بمشاكل جدية.

♦ كسور حلقة الحوض يمكن أن تسبب نزيفًا حادًا، وتأخير السيطرة على النزيف يمكن أن يعرض حياة المريض للخطر.

♦ تأخير علاج كسور الأسيتابولوم أو حلقة الحوض لعدة أسابيع يمكن أن يجعل العلاج الجراحي غير مجدي بشكل فعلي.

♦ تأخير علاج كسور مفصل الورك أو الهيب يمكن أن يعرض الوظيفة العامة لجسم شخص مسن للخطر بحيث يمكن أن يواجه المريض تغييرات ضارة في ضغط الدم أو السكر في الدم أو التمثيل الغذائي للجسم بعد بضعة أيام من التأخير.

♦ من ناحية أخرى، لا يمكن للأشخاص المسنين تحمل البقاء بدون حركة لفترة طويلة ويجب أن يبدأوا الحركة والمشي في أسرع وقت ممكن بعد كسر الحوض. فترة قصيرة من الخمول في شخص مسن يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل قرح الفراش والعدوى الرئوية والبولية أو العجز الدائم عن المشي.

الخطوة الأولى في السيطرة وعلاج كسر الحوض هي السيطرة على العوامل التي قد تعرض حياة المريض للخطر. في بعض الأحيان، يكون كسر الحوض مصحوبًا بإصابات أخرى في الرأس أو الجهاز التنفسي أو البطن وقد يعرض إهمال هذه الإصابات حياة المريض للخطر.

في هذه المرحلة، يجب على الطبيب السيطرة على أي نزيف قد يكون قد حدث في منطقة الحوض. بعد إتمام الطبيب لهذين المرحلتين من الرعاية، يجب تحضير المريض للجراحة إذا كان هناك حاجة.

التحديات الصحية للمرضى المسنين المصابين بكسور الحوض

العديد من المرضى المسنين الذين يعانون من كسور في الحوض يعانون أيضاً من مشاكل صحية سابقة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض داخلية أخرى. لذا، يجب على الطبيب السيطرة على هذه المشاكل على وجه السرعة وتحضير المريض للجراحة.

توقيت الجراحة بعد كسور الحوض

عادةً، يمكن إجراء الجراحة للمريض في غضون بضع ساعات إلى يوم أو يومين بعد كسر الحوض. ومع ذلك، يعتمد الوقت من لحظة رؤية الطبيب للمريض لأول مرة إلى وقت الجراحة على عوامل مختلفة مثل نوع الكسر، عمر المريض، وجود مشاكل أخرى مصاحبة للكسر، الأمراض الأساسية، وعوامل أخرى، ويختلف لكل مريض.

العناية بكسور الحوض بعد الجراحة

كسور الحوض تعد من بين الإصابات الأكثر شدة التي يمكن أن تحدث للهيكل العظمي وتتطلب فترة تأهيل دقيقة وطويلة بعد الجراحة. الثبات دون حركة يعتبر سمًا قاتلاً لمن يعاني من كسر في الحوض ويؤدي إلى العديد من المضاعفات.

الهدف الرئيسي من التأهيل بعد الجراحة هو جعل المريض يتحرك ويبدأ في الحركة في أقرب وقت ممكن. هذا يساعد في الوقاية من العديد من المضاعفات التي قد تنشأ بسبب عدم حركة المريض.

بعد جراحة كسور الحوض، لا يتم وضع الجبس على المريض ولا يتم استخدام الدعامات. في حالة تم تثبيت الكسور بواسطة البراغي والصفائح الجراحية، يتم تطبيق الإرشادات التالية للمريض.

بدء الحركات بعد الجراحة

أحد أهم العوامل في تأهيل المريض بعد الجراحة هو بدء حركة المفاصل المحيطة بمنطقة الكسر.

لهذا الغرض، يُشجع المريض عادة على الجلوس بجانب السرير وتعليق قدميه من جانب السرير في اليوم التالي للجراحة. يجب أن يقضي المريض معظم الوقت جالسًا طوال اليوم وتجنب الاستلقاء لفترات طويلة.

عادةً ما تبدأ حركات مفصل الورك في الجانب المعالج في اليوم التالي للجراحة. تتم هذه الحركات في البداية بشكل سلبي، أي أن الفيزيوثيرابي هو من يحرك المفصل وليس المريض نفسه. الطبيب المعالج هو من يحدد مدى الحركة ونوع الحركة للمفصل.

بعد مرور بضعة أيام إلى أسبوع، يُعلم المريض كيفية ثني ومد مفصل الورك في الجانب المعالج بنفسه. أداء هذه الحركات المفصلية مهم جدًا للوقاية من القيود الحركية للمفصل. بعد عدة أسابيع، يُعلم المريض حركات تعزز عضلات منطقة الحوض. تعزيز عضلات الحوض مهم جدًا وإذا لم يتم ذلك، فإن الكسر يشفى ببطء أكبر ويواجه المريض صعوبة في المشي.

المشي

بعد عدة أيام من جراحة كسر الحوض، يُسمح للمريض بالمشي باستخدام ووكر أو عكازتين تحت الإبط. يجب أن يُدرب المريض على المشي بواسطة فيزيوثيرابي، الذي يعلمه كيفية استخدام الووكر أو العكاز وكيفية المشي بشكل صحيح.

عادةً ما يُنصح المريض بعدم الضغط على القدم المصابة أثناء المشي لفترة من الوقت. هذا ضروري لأن البراغي واللوحات المثبتة في الحوض عادةً ما تكون غير قادرة على تحمل وزن المريض.

بعد فترة، عندما يلتئم الكسر، يمكن للمريض الضغط على القدم المجراة على الأرض. الطبيب المعالج هو من يحدد المدة التي لا يجب خلالها الضغط على القدم المكسورة على الأرض.

عادةً، بعد ثلاثة أشهر، يمكن للمريض المشي بدون ووكر أو عكازات تحت الإبط، على الرغم من أن هذا الوقت قد يختلف بين المرضى المختلفين.

بعد أن يتمكن المريض من المشي بدون مساعدة، قد يعاني من عرج طفيف لعدة أشهر عند المشي. هذا العرج إلى حد ما طبيعي وناتج عن ضعف عضلات الحوض. تدريجيًا، مع زيادة التمارين، يختفي هذا الضعف ويُصحح العرج.

تمارين تكميلية

بعد مرور 3-4 أشهر، يُشجع المريض على استخدام الدراجة الثابتة لتقوية عضلات الحوض بشكل أكبر. السباحة تعتبر رياضة مفيدة جدًا خلال هذه الفترة الزمنية وتساعد على تقوية عضلات الحوض بشكل أكبر.

خلال هذه الفترة، يقوم المريض بأداء تمارين بمساعدة الفيزيوثيرابي ليتمكن من تنفيذ حركات جسدية أكثر تعقيدًا وللحصول على تحكم وتوازن أفضل في حركات أطرافه.

إذا سارت الأمور بشكل جيد، عادةً ما يستطيع المرضى العودة إلى أنشطتهم اليومية العادية بعد 4-5 أشهر من الكسر.

الأغذية المفيدة لكسور الحوض

من بين أهم العوامل التي تساهم في الشفاء الأسرع لكسور الحوض هو نوع النظام الغذائي واستهلاك الأطعمة المناسبة. ما هي الأغذية التي يجب تناولها بعد كسر الحوض لتسريع وتحسين عملية الالتئام؟

حاجة الجسم للطاقة بعد كسر الحوض

مباشرة بعد كسر الحوض، يبدأ الجسم في عملية التئام العظام. أحيانًا، قد تفشل محاولات الجسم لالتئام الكسر، وفي بعض الحالات، يلتئم الكسر بنجاح.

في كل الأحوال، يحتاج الجسم إلى طاقة لالتئام الكسور، وهي عملية ترميم الأنسجة. في الحالات التي يتطلب فيها علاج كسر الحوض إجراء جراحة، يحتاج الجسم أيضًا إلى المزيد من الطاقة والمواد الأولية لترميم موقع الجراحة.

إذن، أول ما يحتاجه الجسم لالتئام كسور الحوض هو الطاقة، التي يحصل عليها بالطبع من الغذاء. توفر الطاقة من خلال السكريات والدهون والبروتينات.

من ناحية أخرى، يجب الانتباه إلى أن الشخص لا يمكنه المشي كثيرًا في الأشهر التالية لكسر الحوض، لذا يقل استهلاك الطاقة في جسده.

في هذه الحالة، إذا لم يغير الشخص نظامه الغذائي، فإن الطاقة التي لم تُستهلك للمشي وتم توفيرها، ستُستخدم في عملية التئام الكسر.

من ناحية أخرى، من المهم جدًا الانتباه إلى أن العديد من المصابين بكسور الحوض يحتاجون إلى خفض وزنهم.

السمنة والوزن الزائد، بسبب الضغط على مفصل الورك وعظام الحوض، يمكن أن يسبب العديد من المشاكل لهذه المنطقة، وأهمها الإصابة بالتآكل والتهاب المفاصل المبكر. لخفض الوزن، يجب تقليل استهلاك الأطعمة عالية الطاقة والسعرات الحرارية.

لذا، يجب على الشخص الذي تعرض لكسر في الحوض أن يسأل طبيبه عما إذا كان وزنه طبيعيًا أو نحيفًا أو زائدًا.

إذا كان زائد الوزن، يجب أن يستهلك أطعمة قليلة السعرات الحرارية بعد الكسر لكي يحصل جسده على الطاقة اللازمة لترميم الأنسجة والتئام الكسر من خلال حرق الدهون المخزنة.

إذا كان نحيفًا، يجب أن يستهلك أطعمة عالية السعرات للحصول على الطاقة اللازمة من الغذاء، وإذا كان وزنه متوازنًا، يجب ألا يغير نظامه الغذائي.

الاعتقاد بأنه يجب تناول الكثير من الطعام بعد الكسر أو الجراحة لتقوية الجسم والتئام الكسر بسرعة ليس صحيحًا.

حاجة الجسم للبروتين بعد كسر الحوض

البروتين هو العمود الفقري لجميع العظام، والجسم بحاجة إلى البروتين لالتئام كسور الحوض. على الرغم من أن الجسم يمكنه إنتاج البروتين إلى حد ما، إلا أن هذه القدرة محدودة ومن الضروري الحصول على البروتين الكافي من المصادر الغذائية.

يجب أن يكون غذاء الشخص الذي يعاني من كسر في الحوض، وخاصة إذا كان قد خضع لعملية جراحية، غنيًا بالبروتين.

أفضل مصادر البروتين هي صدور الدجاج وبياض البيض. كما أن لحوم الأسماك والمأكولات البحرية واللحوم الحمراء تحتوي على نسبة عالية من البروتين. الحبوب والبقوليات تحتوي أيضًا على البروتين لكن بكميات أقل مقارنة بمصادر البروتين الحيوانية.

من بين الثلاث فئات الرئيسية للمواد الغذائية – الدهون والبروتينات والسكريات – البروتينات هي الأكثر أهمية لمساعدة كسور الحوض على الالتئام. لذلك، يجب على الشخص المصاب بهذه الكسور استهلاك أطعمة غنية بالبروتين.

حاجة الجسم للكالسيوم

أغلب وزن العظام يأتي من مادة تسمى هيدروكسي أباتيت، والجسم بحاجة إلى كميات كبيرة من الكالسيوم لتكوينها. يجب أن يحصل الجسم على هذا الكالسيوم من خلال الغذاء. بعد كسور الحوض، يحتاج الجسم إلى حوالي 1 إلى 1.5 غرام من الكالسيوم يوميًا.

أعلى مستويات الكالسيوم في الأطعمة التي يتم استهلاكها عادةً توجد في الحليب والزبادي. للحصول على هذه الكمية من الكالسيوم، يجب استهلاك حوالي 1 إلى 1.5 لتر من الحليب أو الزبادي يوميًا. لتجنب زيادة الوزن، من الأفضل استخدام الحليب أو الزبادي قليل الدسم.

الكالسيوم ينتمي إلى مجموعة العناصر الغذائية الدقيقة. بالإضافة إلى الكالسيوم، يحتاج الجسم للمغذيات الدقيقة الأخرى لالتئام الكسور، والأهم منها الزنك والمغنيسيوم، والتي توجد بشكل رئيسي في الخضروات، خاصة السبانخ والبروكلي.

حاجة الجسم للفيتامينات

الفيتامينات هي مركبات تسهل التفاعلات الكيميائية في الجسم. بعد كسر الحوض، يزداد الأيض في الجسم وبالتالي تزداد الحاجة إلى الفيتامينات.

الفيتامينات الأساسية اللازمة لالتئام كسور الحوض هي فيتامين C و A و E و D. الفواكه والخضروات هي المصادر الرئيسية للفيتامينات.

ماذا لا نأكل بعد كسر الحوض

كما ذكر سابقًا، بعد كسور الحوض يجب تجنب الإفراط في تناول الطعام والاعتماد على أطعمة ذات قيمة غذائية عالية. الاستهلاك الزائد للسكر والملح، واستهلاك المشروبات الغازية وتدخين السجائر لا يساعد على التئام كسور الحوض ويمكن أن يجعل عملية الشفاء أكثر صعوبة.

العلاقة بين كسور الحوض والهذيان

الهذيان هو واحد من الآثار الجانبية الشائعة لكسور الحوض في الأشخاص المسنين.

الهذيان (Delirium) هو نوع من اضطراب الوعي حيث يفقد المريض قدرته على التركيز الفكري، وتصبح سلسلة أفكاره متقطعة بسهولة، متنقلة من موضوع إلى آخر بدون رابط منطقي.

المريض يتحدث بكلمات غير مترابطة لأن أفكاره غير مترابطة ولا تحمل ارتباطًا منطقيًا بينها.

هؤلاء المرضى يعانون أيضًا من اضطراب في القدرة الإدراكية، أي أنهم يجدون صعوبة في التعرف على محيطهم ولا يدركون موقعهم الزماني والمكاني. مريض الهذيان لا يفسر الأحداث بشكل صحيح وقد يعاني من الهلوسة.

الهذيان بعد كسور الحوض يحدث خلال بضع ساعات إلى أيام بعد الإصابة، وشدة الأعراض قد تختلف خلال اليوم.

الهذيان يُشاهد في حوالي 15-19% من حالات كسور الحوض لدى الأشخاص المسنين. علاج المرضى الذين يعانون من كسور الحوض ويصابون بالهذيان يكون مصحوبًا بمزيد من التعقيدات والمضاعفات.

هؤلاء المرضى عادةً ما يحتاجون إلى البقاء في المستشفى لفترة أطول، يتعافون ببطء أكثر، يبدؤون المشي متأخرين، ويحتاجون إلى مزيد من الرعاية التمريضية بعد العلاج مقارنة بالمرضى الآخرين وعدد أكبر من هؤلاء المرضى يتم نقلهم إلى دور الرعاية بعد انتهاء العلاج.

ما هي أسباب الهذيان بعد كسر الحوض؟

الهذيان بعد كسر الحوض لا يعود إلى سبب واحد، بل هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية ظهور هذه الحالة.

أهم هذه العوامل تشمل:

• الأدوية: الأدوية المختلفة التي يتناولها المريض المسن، بالإضافة إلى الأدوية التي يتم إعطاؤها في المستشفى، قد تتداخل مع بعضها البعض. بعض هذه الأدوية قد تؤثر على مستوى وعي المريض وتسبب الهذيان.
• العدوى: العدوى في أي جزء من الجسم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالهذيان.
• الاضطرابات الهرمونية والكيميائية: التغييرات في مستويات الهرمونات التي تحدث بسبب الإجهاد الناجم عن الكسر يمكن أن تسبب الهذيان.

الوقاية من الهذيان بعد كسور الحوض

الإجراءات الرئيسية التي يتخذها الطبيب لتقليل حدوث الهذيان (Delirium) في المرضى المسنين الذين يعانون من كسور الحوض تشمل:

• الحفاظ على صحة جهاز التنفس للمريض والحفاظ على مستوى الأكسجين في الدم.
• تعويض الأنيميا المحتملة الناتجة عن النزيف الذي يحدث بعد الكسر.
• التحكم في ضغط دم المريض.
• الوقاية من أو علاج أي عدوى.
• التحكم في ألم المريض – في بعض الأحيان، قد يزيد الألم الشديد الذي يشعر به المريض في موقع الكسر من احتمالية حدوث الهذيان. ومع ذلك، قد يؤدي الاستخدام المفرط للأدوية المسكنة للألم إلى حدوث الهذيان.
• اتباع نظام غذائي مناسب.
• الحرص على تحريك المريض بأسرع ما يمكن باستخدام المشاية بعد الجراحة.

ما هي مسؤولية مرافقي المريض؟

يجب على مرافقي المريض أن يأخذوا أي تغيير في حالة المريض النفسية على محمل الجد وأن يبلغوا به الطاقم الطبي. أكثر الأخطاء شيوعًا هو نسبة أعراض الهذيان إلى الاكتئاب أو القلق الناتج عن الكسر، وهو خطأ شائع قد يحدث إذا لم يتم الانتباه إلى هذه الحالة.

يجب على المرافق أن يكون متيقظًا للتغيرات التالية وأن يأخذها على محمل الجد ويبلغ عنها للطبيب المعالج:

• فقدان تركيز المريض وتفوهه بكلام غير مترابط لا يحمل ارتباطًا منطقيًا بينه.
• فقدان الاتصال الكلامي المنطقي للمريض مع الآخرين.
• الاضطراب في تحديد الزمان والمكان.
• الهلوسة وتفسير المريض الخاطئ للبيئة المحيطة به.

كسور الحوض والحاجة إلى استبدال المفصل

كسور الحوض في بعض الحالات تتطلب العلاج عن طريق استبدال المفصل، وهو أحد العلاجات الشائعة المستخدمة في هذه الكسور.

جراحة استبدال مفصل الحوض قد تُستخدم في علاج كسور الحوض الحادة، أو قد تُستخدم لعلاج المضاعفات المتأخرة لكسور الحوض.

جراحة استبدال مفصل الحوض لها تطبيقات في بعض أنواع كسور الحوض، وأهمها:

• كسور عنق عظم الفخذ في الأشخاص فوق سن الـ60 وبعض أنواع الكسور الإنترتروكانتيرية.
• عدم التئام كسور عنق عظم الفخذ مع نخر الرأس العظمي للفخذ.
• النخر العظمي لرأس عظم الفخذ مع أو بدون التئام كسور عنق عظم الفخذ.
• التهاب المفاصل وتآكل مفصل الفخذ نتيجة كسور حفرة الأسيتابولم في منطقة الحوض.

كسور الحوض والحاجة إلى استبدال المفصل

في بعض الحالات، قد تتطلب كسور الحوض العلاج عن طريق استبدال المفصل، وهو واحد من العلاجات الشائعة المستخدمة في هذه الكسور.

استبدال مفصل الحوض في حالات كسور الحوض الحادة

قد يستخدم استبدال مفصل الحوض في علاج كسور الحوض الحادة أو لعلاج مضاعفات كسور الحوض المتأخرة.

استبدال مفصل الحوض يطبق في بعض أنواع كسور الحوض، وأهمها:

• كسور عنق الفخذ في الأشخاص فوق سن 60 وبعض أنواع الكسور الإنتروتروكانترية.
• عدم التئام كسور عنق الفخذ مع تحول رأس الفخذ إلى اللون الأسود.
• تحول رأس الفخذ إلى اللون الأسود مع أو بدون التئام كسور عنق الفخذ.
• التآكل والتهاب المفاصل الناتج عن كسور تجويف الحوض في منطقة الحوض.

استبدال مفصل الفخذ في كسور عنق الفخذ الحادة

كسور عنق الفخذ هي نوع من كسور الحوض، وعلاج هذه الكسور في الأشخاص فوق سن 60 يكون عن طريق استبدال المفصل.

إذا كان الشخص الذي يعاني من كسور عنق الفخذ فوق سن 60 كان نشيطًا وبصحة جيدة قبل الكسر، عادة ما يتم استخدام استبدال الورك الكامل أو توتال هيب لعلاجه.

أحيانًا، عندما تحدث كسور عنق الفخذ في مريض تعرض تجويف الحوض للتآكل مسبقًا، قد يكون هناك حاجة لاستبدال هذا التجويف أيضًا. في هذه الحالات، يتم إجراء استبدال كامل للمفصل.

ومع ذلك، في الأشخاص فوق سن 60 الذين كانوا أقل نشاطًا قبل الكسر، قد يقتصر استبدال المفصل على استبدال رأس عظم الفخذ ببروتز الحوض فقط ويبقى تجويف الحوض دون تغيير. هذا النوع من الجراحة يسمى بالهيمي أرتروبلاستي.

استبدال مفصل الورك بعد كسور الستبولوم

بعض الكسور في منطقة تجويف الستبولوم تحدث في منطقة الحفرة الستبولوم. يتطلب معظم حالات كسور الستبولوم علاجًا جراحيًا بشكل فتح وتثبيت مكان الكسر بواسطة مسامير وصفائح.

ومع ذلك، قد يتسبب التلف الشديد للغضروف الستبولوم أو بسبب سوء التئام الكسر في أن يصاب مفصل الفخذ بتهاب المفصل بعد عدة سنوات. يتطلب هذا التهاب المفصل في الحالات الشديدة إجراء عملية جراحية لاستبدال مفصل الورك.